قوله تعالى:{وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِراماً} .
أي: إذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به مروا معرضين عنهم كرامًا مكرّمين أنفسهم عن الخوض معهم في لغوهم ،وهو كل كلام لا خير فيه ،كما تقدّم .
وهذا المعنى الذي دلّت عليه هذه الآية الكريمة ،أوضحه جلَّ وعلا بقوله:{وَإِذَا سَمِعُواْ اللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِى الْجَاهِلِينَ} [ القصص: 55] ،وقد قدّمنا الآيات الدالَّة على معاملة عباد الرحمان للجاهلين ،في سورة «مريم » ،في الكلام على قوله تعالى:{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِي} [ مريم: 47] .