قوله:{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ} التطير ،معناه التشاؤم .والطيرة هي ما يتشاءم به من الفأل الرديء .و{اطَّيَّرْنَا} ،أصله تطيرنا{[3444]} ،أي قال المشركون من ثمود لنبيهم صالح: تشاءمنا بك وبمن معك ،فما رأينا على وجهك ووجوه الذين اتبعوك خيرا .فقد كانوا لحماقاتهم وجهالاتهم ،لا يصيب أحدا منهم سوء إلا قال هذا من صالح وأصحابه افتراء منهم وتخريصا .فرد صالح مقالتهم وما كانوا يظنونه من الوهم والسفه فقال:{طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ} أي مصائبكم عند الله .أو السبب الذي منه يجيء خيركم وشركم{عِندَ اللَّهِ} ،وهو قضاؤه وقدره .فإن شاء رزقكم وإن شاء حرمكم وهو قول الرازي .وقال لهم صالح أيضا:{بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} أي تمتحنون ؛إذ يختبركم الله بإرسالي إليكم ليميز المطيع منكم من العاصي ،أو المهتدي من الضال ،فيجازي الأول خيرا وحسنا ،ويعذب الثاني بكفره وعصيانه .ويحتمل أن يكون المراد ،أن الشيطان يفتنهم بوسوسته فيزين لهم الكفر وفعل المعاصي{[3445]} .