قوله:{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ} امتنَّ الله على إبراهيم بولده إسحق ثم بيعقوب ولد إسحق .فإن ولد الولد بمنزلة الولد .وقد وهبه إسحق من بعد إسماعيل ولده الأكبر .
قوله:{وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} لم يبعث الله نبيا من بعد إبراهيم إلا كان من سلالته عليه الصلاة والسلام .لا جرم أن هذا تكريم رباني هائل أسبغه الله على خليله إبراهيم .وعلى هذا فإن جميع أنبياء بني إسرائيل من سلالة يعقوب بن إسحق بن إبراهيم .حتى آخرهم عيسى بن مريم ؛إذ قام في قومه مبشرا بالنبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم ،خاتم المرسلين وهو من سلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام .وليس من نبي من سلالة إسماعيل سوى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
أما الكتاب ،فهو بمعنى الجمع ويراد به الكتب .والمقصود به التوراة والإنجيل والقرآن .
قوله:{وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا} أعطاه الله الثناء الحسن وهو أن كل أهل ملة يتولونه ويعتبرونه ويقولون: هو منا .
قوله:{وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} علاوة على كونه في الدنيا محبوبا لدى أهل الملل السماوية جميعها ؛فإنه في الآخرة من المقربين الأبرار{[3555]} .