وفي آخر آية من هذا المقطع يقع الكلام على المواهب الأربع التي منحها الله لإبراهيم( عليه السلام ) بعد الهجرة العظيمة:
الموهبة الأولى: الأبناء الصالحون ،من أمثال إسحاق ويعقوب ،ليسرجوا مصباح الإيمان والنّبوة في بيته وأسرته ويحافظوا عليه ،إذ يقول القرآن: ( ووهبنا له إسحق ويعقوب ) وهما نبيّان كبيران واصل كلّ منهما السير على منهاج إبراهيم( عليه السلام )محطم الأصنام .
الموهبة الثّانية: ( وجعلنا في ذريّته النّبوة والكتاب ) ولم تكن النّبوة في إسحاق بن إبراهيم ويعقوب حفيده فحسب ،بل استمر خط النّبوة في ذريّة إبراهيم( عليه السلام ) واُسرته حتى نبوّة خاتم الأنبياء محمّد( صلى الله عليه وآله وسلم ) متعاقبون من ذرية إبراهيم ،نوّروا العالم بضياء التوحيد .
الموهبة الثّالثة: ( وآتيناه أجره في الدنيا ) فما هو هذا الأجر الذي لم يوجهه القرآن ؟لعله إشارة إلى أُمور مختلفة مثل الاسم الحسن ،ولسان الصدق والثناء بين جميع الأُمم ،لأنّ الأُمم كلها تحترم إبراهيم( عليه السلام ) على أنّه نبي عظيم الشأن ،ويفتخرون بوجوده ويسمونه «شيخ الأنبياء » .
عمارة أرض مكّة كانت بدعائه ،وجذب قلوب الناس جميعاً نحوه ،لتتذكر ذكريات التجلي والإيمان كل سنة في مناسك الحج ،كل ذلك من هذا الأجر المشار إليه في القرآن .
الموهبة الرّابعة: هي ( إنّه في الآخرة من الصالحين ) وهكذا تشكّل هذه المواهب مجموعة كاملة من المفاخر .
/خ27