قوله تعالى: ( أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون ) .
الهمزة في قوله: ( أفمن ) للاستفهام الإنكاري .والفاء للعطف على محذوف .فيكون تقدير الكلام: أمن اتقى فاتبع رضوان الله .
ومعنى الآية أن من اتبع رضوان الله بالامتثال لأوامره واجتناب زواجره ،ليس كمن رجع بسخط من الله بسبب ما قارفه من المعاصي والآثام .
واتباع رضوان الله من مقتضياته فعل الطاعات والصبر على الجهاد وترك الغلول وهو الخيانة في المغنم وغيره من وجوه السحت وأكل الحرام .
أما الرجوع بسخط من الله فمن مقتضياته السقوط في العصيان بكل صوره وأشكاله ،ومنه التولي عند الزحف وتخذيل المسلمين وإشاعة الأراجيف بينهم لينكفئوا عن الجهاد وملاقاة العدو .والسخط بفتحتين أو بالفتح والسكون ،ضد الرضا ،نقول سخط أي غضب ،فهو ساخط .أسخطه أغضبه .
والذي يستوجب سخط الله إذا لم يتب فلسوف يكون مأواه جهنم والمرجع البئيس .وهو تأويل قوله: ( ومأواه جهنم وبئس المصير ) .