مناسبة النزول:
جاء في مجمع البيان: لما أمر رسول اللّه ( ص ) بالخروج إلى أُحد ،قعد عنه جماعة من المنافقين واتّبعه المؤمنون ،فأنزل اللّه تعالى هذه الآية
وتستمر الآيات في توضيح الميزان الذي يرفع اللّه به درجات عباده أو ينزلها ،فليس هناك إلاَّ اتّباع رضى اللّه والابتعاد عن سخطه ،فلا يمكن أن يتساوى الطائعون والعاصون أمام اللّه الذي يعلم خفاياهم في صغائر الأمور وكبائرها ،بل يجعل لكلٍّ منهم درجته من المغفرة أو من العقوبة على أساس علمه وعدله .
[ أفمن اتَّبع رضوان اللّه[ ما أمره اللّه به أو نهاه عنه في الخطّ العام للشريعة بأحكامها العامّة والخاصّة ،وما أمره به رسوله في خطّ الدعوة والجهاد ،فكان همّه الحصول على رضى اللّه والوصول إلى موقع القرب منه ،[ كمن باء] أي رجع من مواقعه الحركية في حركة الإسلام في ساحة التحدّي والمواجهة للشرك وأهله ،[ بسخطٍ من اللّهِ] بما يمثِّله ذلك من إبعاده عن ساحة رحمته واستحقاقه لعذابه ،لأنَّه لم يأخذ بأسباب الطاعة للّه وللرَّسول في ما أمره به أو نهاه عنه في الحياة العامّة وفي مواقع الجهاد ،[ ومأواه جهنَّم وبئس المصير] أي مستقره في النَّار التي استحقها بكفره ونفاقه وانحرافه عن الخطّ الإلهي المستقيم ..
وهكذا تؤكّد الآيةبأسلوب الاستفهام الإنكاريتقرير الحقيقة الإيمانية العملية التي ترفض مساواة الطائعين للعاصين عند اللّه في المصير النهائي الذي يصيرون إليه في الآخرة .