[ هم درجاتٌ عند اللّهِ] فلكلّ واحد منهم منزلته ومرتبته تبعاً لحجم عمله في خطّ الطاعة وخطّ المعصية ،سواء في ذلك المؤمنون والكافرون ،فقد يختلف المؤمنون في درجاتهم في مواقع القرب من اللّه والحصول على رضوانه من خلال اختلافهم في درجات المعرفة به والإيمان به والعمل في سبيله ،وقد يختلف الكافرون في منازل سخطه من خلال اختلاف نوعية الكفر شدّةً وضعفاً ،أو في اختلاف طبيعة التمرّد العملي في مواقع المعصية ،[ واللّهُ بصيرٌ بما يعملون] فهو المطلع على سرّهم وعلانيتهم ،وعلى كلّ ما يفيضون فيه من أقوال وأعمال ،وفي هذا إيحاء بأنَّ على المؤمنين أن يتبعوا رضوان اللّه في جميع أمورهم ويتطلبوا الحصول على الدرجات الرفيعة عنده ما دام الأمر بهذه المثابة في انفتاح الفرصة على الوصول إلى أعلى الدرجات من خلال وعي العقيدة وحركة العمل وامتداد الخطّ في آفاق الاستقامة .
وهكذا يمكن أن يستوحي منها العاملون للإسلام خطّاً إيمانياً في تخطيطهم لحساب المسؤولية في ما يمكن أن يرفعوا به الآخرين من درجات أو يضعوه منها ،فيمن يعملون معهم ،فلا بُدَّ من أن تكون الدرجات خاضعة لمواقعهم في الانضباط أمام أوامر اللّه ونواهيه ،بعيداً عن الجوانب الأخرى التي لا تلتقي بهذا الخطّ ،وبهذا نستطيع أن نشجّع السائرين على الخطّ المستقيم في ما ساروا فيه ،ونبعد المنحرفين عن الامتداد بعيداً عن خطّ الانحراف .