مع أُسلوب تربوي قرآني مؤثر هناك الكثير من الحقائق المتعلقة والمرتبطة بالقضايا الدينية أو الخلقية أو الاجتماعية ،يطرحها القرآن الكريم في قالب التساؤل والاستفهام تاركاً للسامعوبعد أن يضعه أمام كلا جانبي القضيةأن يختار هو بمعونة من فكره ،وانطلاقا من تحليله وتقويمه .
إن لهذا الأُسلوبالذي لابدّ أن نسميه بالأُسلوب التربوي غير المباشرأثراً بالغاً في تحقيق الأهداف المرجوة من البرامج التربوية وتأثيرها فيمن يراد توجيههم وتربيتهم ،وذلك لأن الإنسانفي الأغلبيهتم أكثر بما توصل إليه بنفسه من النتائج والأفكار والآراء وما انتهى إليه بفكره من التفاسير والتحاليل في القضايا المختلفة ،فإذا طرحت عليه قضية بصورة قطعية وصبغة جازمة ،قاومها أحياناً ،ولعله ينظر إليها كما ينظر إلى أية فكرة غريبة .
ولكن عندما يطرح عليه الأمر في صورة التساؤل الذين يطلب منه الجواب عليه حسب قناعته الشخصية ثمّ يسمع ذلك الجواب من أعماق ضميره وفؤاده ،فإنه لا يسعه حينئذ أن يقاوم هذا الجواب ويعاديه ،بل ينظر إليه نظر العارف به ،ولن تعود لديهحينئذتلك الفكرة الغريبة البعيدة ،بل تكون الفكرة القريبة إلى قلبه ،المأنوسة إلى فؤاده .
إن هذا الأُسلوب من التوجيه والإرشاد مؤثر غاية التأثير خاصة مع المعاندين ،وكذا الأطفال والناشئين .
ولقد استفاد القرآن الكريم من هذا الأُسلوب التربوي الرائع المؤثر في مواضع عديدة نذكر منها بعض النماذج:
1( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ){[684]} .
2( قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون ){[685]} .
3 ( قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ){[686]} .