وقوله ( هم درجات عند الله ) أي هم ذوو درجات ،أو على درجات أو لهم درجات عند الله .والمقصود أن من اتبع رضوان الله ليس كمن باء بسخط منه ،وهم مختلفو المنازل عند الله فمن اتبع رضوان الله الكرامة وحسن الجزاء ،ولمن باء بسخط منه المهانة والعذاب .فالمؤمن والكافر لا يستويان في الدرجة ،وكذلك المؤمنون أنفسهم يختلفون فيما بينهم من حيث الدرجات .فبعضهم أعلى درجة من بعض .وكذا الكافرون ،فبعضهم أحط درجة من بعض .والدرجة تعني المرتبة والطبقة .والجمع: الدرجات .
والأصل في هذا التأويل أن الضمير ( هم ) عائد إلى الكل وهو المتبعون رضوان الله والذين باؤوا بسخط منه .فدرجات أهل الثواب متفاوتة .ودرجات أهل العقاب متفاوتة أيضا تبعا لتفاوت أعمال الناس .
وقيل: الضمير ( هم ) عائد إلى قوله: ( أفمن ابتع رضوان الله ) فيكون تقدير الكلام: أفمن اتبع رضوان الله سواء ؟إنهم ليسوا سواء ،بل هم درجات عند الله على حسب أعمالهم فهي متفاوتة .واحتجوا لذلك بأن الغالب في العرف استعمال الدرجات في أهل الثواب ،واستعمال الدركات في أهل العقاب{[632]} .
قوله: ( والله بصير بما يعملون ) أي لا يخفى على الله شيء مما يعمله المتبعون لرضوان الله أو المستوجبون لسخطه .لا جرم أن الله عليم بما يصدر عن الفريقين من قول أو عمل .