قوله تعالى: ( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين )
لما وجد زكريا ما كتب الله لمريم من كرامة الرزق الحسن على هذا النحو المثير العجيب ،طمع حينئذ أن يهبه الله ولدا عسى أن يحظى بمثل الكرامة المفضلة المشهودة .مع أن زكريا كان شيخا ،وقد وهن منه العظم واشتغل رأسه شيبا ،وكانت امرأته كذلك كبيرة وعاقرا ،وبالرغم من ذلك فقد سأل زكريا ربه أن يهب له من عنده ذرية طيبة ،أي ولدا صالحا ( إنك سميع الدعاء ) أي تجيب دعاء من دعاك ولا تخيب رجاءه .