{هناك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين قال رب أني يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا وذكر ربك كثيراوسبح بالعشي والإبكار}
المفردات:
هنالك: أي في ذلك المكان حيث هو قاعد عند مريم في المحراب أو في ذلك الوقت ،وهنالك يشار به إلى المكان والزمان .
الذرية: الولد وتقع على الواحد والكثير .
طيبة: الطيب ما تستطاب أفعاله وأخلاقه .
سميع الدعاء: أي مجيبه .
التفسير:
38-{هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} .أي في هذا المكان الذي خاطبته فيه مريم بما ذكر دعا ربه بهذا الدعاء .
أو في تلك الحالة التي شاهدها قال زكريا في نفسه إن الذي جاء مريم بهذا الرزق لقادر على ان يصلح لي زوجتي ويرزقني منها ذرية فعند ذلك قام في المحراب وابتهل إلى الله تعالى قائلا:
"رب هب لي من عندك ذرية صالحة مباركة إنك كثير الإجابة لمن يدعوك ".
قال علماؤنا: وقفت النبوة في كتاب اللهمرتين تتعلم من الصالحين الأولى: عندما وقف موسى أمام الخضر يقول له: هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا .( الكهف: 66 ) .والثانية: عندما وقف زكريا أمام مريم وسألها:{أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} .( آل عمران 37 ) .وتعلم زكريا من مريم التبتل إلى اللهوإخلاص الدعاء والتعلم هنا من مشاهدة الحال أكثر من سماع الأقوال .