قوله تعالى: ( إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين ) هذا إشارة إلى ما تقدم من أخبار نبأ الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه و سلم من أمر عيسى على أنه عبد الله ورسوله وأنه كلمة الله ألقاها إلى مريم وهو روح من الله ،ذلك كله لهو القصص الحق ،والقصص في اللغة هو اتباع الأثر ،قص أثره ،تتبعه .يقال للقاص إنه قاص ؛لأنه يتبع الخبر بعد الخبر أو يسوق الكلام سوقا ،فالمراد بالقصص تتابع المعاني في خبر من الأخبار{[484]} .
قوله: ( وما من إله إلا الله ) هذا تأكيد ومبالغة في أنه لا إله إلا الله الواحد الحق سبحانه وتعالى .
قوله: ( وإن الله لهو العزيز الحكيم ) العزيز الذي لا يُغلب .وهو القادر على كل شيء كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من المعجزات .وهو الحكيم .أي العالم بكل شيء وبكل ما تفضي إليه الأمور من عواقب .