التّفسير
تقول الآيةبعد شرح حياة المسيح ( عليه السلام ): إنّ ما قصصناه عليك من قصة عيسى حقيقة أنزلها الله عليك .وعليه ،فإنّ المزاعم الباطلة القائلة بألوهية المسيح ،أو اعتباره ابن الله ،أو بعكس ذلك اعتباره لقيطاً ،كلّها خرافات باطلة ( إنَّ هذا لهوَ القصصُ الحقّ ) .
ثمّ تضيف للتوكيد: إنّ الذي يليق للعبادة هو الله ( وما من إله إلاَّ الله ) وحده ،وأن اتّخاذ معبود آخر دونه عمل بعيد عن الحقّ والحقيقة ( وإن الله لهو العزيز الحكيم ) فهو قادر على أن يخلق ولداً بدون أب ،وذلك على الله يسير .
«القصص » مفرد ،تعني القصّة ،وهي في الأصل من «القص » بمعنى تعقّب الأثر .في موضع آخر من القرآن قالت أُمّ موسى لابنتها «قصّيه » أي عقّبيه وابحثي عنه ( وقالت لأُخته قصّيه ){[585]} وقولهم لثأر الدم «القصاص » لأنّه تتبع لحقوق أصحاب الدم .
و«القصّة » تعنى بتاريخ القدامى والبحث في سير حياتهم ومن ذلك يعلم أن المشار إليه في ( هذا ) هو قصة حياة المسيح لا القرآن الكريم ولا قصص الأنبياء .