قوله:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} ذلك احتجاج من الله على المشركين السفهاء الذين عبدوا الأصنام واتخذوا الأنداد والشركاء من دون الله ؛إذ يُذكّرهم أنه الذي خلقهم وأنشأهم وصوَّرهم في أحسن صورة ،وأنه هو رازقهم من خيره وفضله بأصناف الرزق ،ثم هو مميتهم عقب ذلك .فمحييهم حين تقوم الساعة ليعاينوا الحساب والجزاء .لا جرم أن هذه صنائع كبريات لا يستطيع القيام بها وتحقيقها من أحد سوى الله المقتدر .ولذلك خاطبهم الله على جهة الاستفهام والتقريع{هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ} هل تستطيع آلهتكم المزعومة المفتراة أن تفعل شيئا مما ذكر ؟.لا ريب أنها عاجزة بالغ العجز أن تفعل شيئا من الخلق أو الرزق أو الإماتة أو الإحياء والبعث .
قوله:{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} يقدس الله ذاته وينزّه جلاله الكريم عن كل ما يفتريه عليه المبطلون الظالمون من الأنداد والشركاء أو الأولاد والصاحبة{[3614]} .