{الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحيكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون 40 ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون 41 قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين 42} [ 40-42] .
في الآية الأولى: وجه الخطاب للمشركين ،فقررت أن الله هو الذي خلقهم بدءا وهو الذي يرزقهم ثم هو الذي يميتهم وهو قادر على إحيائهم بعد موتهم ؛ثم وجهت إليهم سؤالا فيه تنديد وتحدّ عما إذا كان أحد من شركائهم يستطيع أن يفعل شيئا من ذلك .ثم قررت تنزيه الله وتقديسه عما يشركونه معه من شركاء .
وفي الآية الثانية: إشارة إلى ما ظهر من الفساد في مختلف أنحاء الأرض برها وبحرها بسبب آثام أهلها ،وإلى أن هذا هو تسليط من الله عليهم ليذوقوا شيئا من وبال ما اقترفوه وليكون لهم فيه عبرة وتذكير لعلهم يرجعون عن آثامهم .
وفي الآية الثالثة: أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بتحدي المشركين بالتجول في أنحاء الأرض ليروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وما حل بهم من بلاء وتدمير .ثم بإخبارهم بأن هؤلاء قد حل فيهم ما حل ؛لأنهم كانوا مشركين مثلهم .
والآيات الثلاث وحدة متماسكة أولا وفيها التفات إلى المشركين موصل بينها وبين الآيات التي سبقت الآيتين السابقتين مباشرة .والانسجام في السياق والموضوع قائم بينها وبين تلك كما يظهر عند إنعام النظر .