قوله تعالى:{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 27 ) مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} .
سبب نزول هذه الآية أن اليهود قالت: يا محمد ،كيف عُنينا بهذا القول{وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} ونحن قد أوتينا التوراة فيها كلام الله وأحكامه ،وعندك أنها تبيان كل شيء ؟فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"التوراة قليل من كثير "والآية مدنية{[3661]} .
والمعنى: لو أن جميع الأشجار جُعلت أقلاما ثم جُعل البحر مدادا ،وأمدّه معه سبعة أبحر ،فكتبت بها كلمات الله لتكسرت الأقلام ونفذت مياه البحار ولو جيء بأمثالها مدادا .والمراد بكلمات الله علمه بحقائق الكون والأشياء .وقيل: أسماؤه الحسنى وصفاته العظمى وكلماته التامة .والأول أظهر{والبحر} يقرأ بالرفع والنصب .أما الرفع على أن تكون الواو ،واو الحال .والبحر مبتدأ ،وخبره{يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} والجملة في موضع نصب على الحال ،وأما النصب فبالعطف على{مَّا} وقيل: منصوب بتقدير فعل .وتقديره: يمد البحر يمده{[3662]} .
قوله:{إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الله قوي قاهر لا يغلبه غالب ،وهو منتقم من الظالمين المعرضين عن دينه ،السادرين في الغي والكفر .وهو سبحانه حكيم في أفعاله وأقواله وتدبيره شؤون خلقه .