قوله تعالى:{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ}: ذلك احتجاج على المشركين في قولهم: إن الملائكة بنات الله .وهو قول فاسد يكشف عن بالغ الحماقة والجهالة والسفه .وهم أنفسهم كانوا من الزاهدين في الإناث فكانوا يكرهون البنات ويستاءون بولادتهن ؛فهم بذلك يودون لأنفسهم ما يحبون ويشتهون ،ويجعلون لله ما يكرهون ؛فأي قسمة ظالمة هذه وأي تفكير سقيم عجيب هذا ؟!لذلك أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأل هؤلاء المشركين موبِّخا مستهجنا ما ظنوه وما قالوه{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ} أي سلهم واستخبرهم مستنكرا عليهم ظلمهم وضلالهم{أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ} فقد كانوا يقولون: الملائكة بنات الله وكانوا يعبدونها ،فكيف يجعلون لله البنات وهم يكرهونهن ويحتقرونهن ،ويختارون لأنفسهم أرفع الجنسين وهم الذكور ؟وهذه واحدة من الحماقات الغائرة في أعماق الضلال والتي انحدر فيها المشركون الظالمون .