قوله:{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ}{اثْنَتَيْنِ} ،نعت لمصدر محذوف ؛أي أمتنا إماتتين وأحييتنا إحياءتين اثنتين .والمراد بالإماتتين ،خَلْقهم أمواتا أولا ؛إذ كانوا نُطفا لا روح فيها ،ثم إماتتهم عند انقضاء آجالهم بعد أن كانوا أحياء في الدنيا .وأما المراد بالإحياءتين: الإحياءة الأولى في الدنيا ،ثم إحياءة البعث .
قوله:{فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا} ذلك اعتراف منهم بذنوبهم بعد أن عاينوا عذاب النار وأيقنوا أنهم مكبكبون في الجحيم ،فقالوا: اعترفنا بما أسلفنا من الذنوب والسيئات في الدنيا من تكذيب وإشراك وتلبُّس بالسيئات والمعاصي .يقولون ذلك وقد غشيهم من الندامة والحسرة ما غشيهم وهم حينئذ موقنون أنهم لا ينفعهم الاعتراف أو الندم .
قوله:{فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ} يعني هل من سبيل إلى خروج لنا من النار ورجوع إلى الدنيا .ذلك هو تمنِّي الخاسرين يوم القيامة عند معاينة العذاب ؛وذلك لفرط ما يصيبهم من الذعر ،وفرط ما يحيط بهم من شدة البأس والقنوط .