قوله:{ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة}{كتاب} مرفوع لأنه مبتدأ{ومن قبله} خبره{إماما ورحمة} منصوبان على الحال{[4203]} .والمعنى: من قبل هذا القرآن{كتاب موسى} وهو التوراة ،جاءكم إمام يقتدى بما فيه{ورحمة} من الله لكم .ومع ذلك لم تهتدوا ولم تستجيبوا لهذا الكتاب الذي أنزل على موسى .ذلك أن التوراة مشتملة على صفة النبي صلى الله عليه وسلم والبشارة به ووجوب تصديقه والإيمان به .فإذا سلمتم أن التوراة إمام يقتدى به فاقبلوا حكمه في كون محمد صلى الله عليه وسلم مرسلا من ربه .
قوله:{وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا}{لسانا عربيا} منصوبا على الحال .والمعنى: هذا قرآن مصدق للتوراة ولما قبله من الكتب .أو مصدق للنبي صلى الله عليه وسلم لسانا عربيا فصيحا واضحا{لينذر الذين ظلموا} أي لينذر هذا القرآن الظالمين المشركين فيخوفهم بأس ربهم وشديد عقابه{وبشرى للمحسنين} القرآن بشرى للمؤمنين الذينأحسنوا طاعتهم وعبادتهم لله .