قوله تعالى:{قل ياأهل الكتاب هل تنقمون منا أن ءامنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن كثركم فاسقون ( 59 ) قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل} .
بعد التنديد بأهل الكتاب والمشركين لاتخاذهم الإسلام هزوا ولعبا يقول الله لهم منددا: ما الذي يجده هؤلاء من مطعن يعيب الإسلام .وهو الدين الذي حوى قواعد الحق كله كالإيمان بالله وما أنزله على النبيين من كتب ورسالات .والله يأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول لأهل الكاتب:{هل تنقمون منا إلا أن ءامنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل} تنقمون بمعنى: تعيبون ،أو تسخطون أو تنكرون .أي هل تعيبون منا وتنكرون إلا الإيمان بالله وبكتبه المنزلة كلها .أو هل لكم علينا من مطعن أو عيب إلا هذا الإيمان مع أنه ليس بعيب ولا مذمة فيكون الاستثناء منقطعا .
قوله:{وأن أكثركم فاسقون} معطوف على{أن ءامنا} بمعنى وما تنقمون إلا الجمع بين إيماننا وببين تمردكم وخروجكم عن الإيمان .كأنه قيل: ما تنكرون منا إلا أننا خالفناكم ،إذ دخلنا في دين الإسلام وأنتم خارجون منه .وقيل: الواو بمعنى مع .أي وما تنقمون منا إلا بالإيمان بالله وبكتبه جميعها مع أن أكثركم فاسقون .وقيل غير ذلك .