قوله:{وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا} قال السدي في هذه الآية: أنها نزلت في رجل من نصارى المدينة ،كان إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدا رسول الله .قال: حرق الكاذب .فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم وأهله نيام فطارت منها شرارة في البيت فاحترق هو وأهله{[1011]} وقد دلت الآية على ثبوت الأذان بنص الكتاب الحكيم وليس بالمنام وحده إذ أريه عبد الله بن زيد وعمر ابن الخطاب وأبو بكر الصديق ،وكان النبي قد سمع الأذان ليلة الإسراء في السماء .
وتأويل الآية أنه أذن مؤذن المسلمين يدعوهم إلى الصلاة سخر من دعوتهم إليها هؤلاء الكافرون من اليهود والنصارى والمشركين وقوله:{اتخذوها هزوا ولعبا} أي اتخذوا الصلاة ،أو المناداة إليها هزوا ولعبا ،وبذلك قد تلبسوا بكامل الشقاوة والكفران وهم يهزؤون بها ويلعبون .
قوله:{ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} أي أن سبب فعلتهم الشنيعة من الاستهزاء بالصلاة أو الأذان لهو السفه المطبق الذي يغلف عقول هؤلاء المجرمين الضالين .وكذا الران الذي يغشى قلوبهم ليذرها جاحدة كزة{[1012]} .