قوله:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} يعني ما يتكلم ابن آدم بكلمة إلا ومعه{رقيب} ،وهو ملك يرقب قوله فيكتبه .و{عتيد} ،وهو الحاضر المهيأ{[4319]} .
واختلف أهل التأويل ،هل يكتب الملك كل شيء من الكلام .ثمة أقوال في ذلك .فقد قيل: يكتب على ابن آدم كل شيء حتى الأنين في مرضه ،فقد ذكر عن الإمام أحمد أنه كان يئن في مرضه فبلغه عن طاووس أنه قال: يكتب الملك كل شيء حتى الأنين ،فلم يئن أحمد حتى مات رحمه الله .وقيل: لا يكتب إلا ما يؤجر به المرء أو يؤزر عليه .وقيل: يكتب عليه كل ما يتكلم به حتى إذا كان آخر النهار محي عنه ما كان مباحا مما لا علاقة له بالأجر أو الوزر .