/م16
المفردات:
الرقيب: ملك يرقب قوله ويكتبه ،فإن كان خيرا كتبه ملك اليمين ،وإن كان شرا كتبه ملك الشمال .
عتيد: مهيأ لكتابة ما يؤمر به من الخير والشر .
التفسير:
18-{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} .
ما يتكلم الإنسان كلمة إلا وهناك ملك مستعد متهيئ لتسجيل هذه الكلمة ،فإن كانت خيرا سجلها ملك اليمين ،وإن كانت شرا سجلها ملك الشمال .
والرقيب: المتتبع للأمور الحافظ لها .
والعتيد: الحاضر الذي لا يغيب ،والمهيأ للحفظ والشهادة ،وإذا كان القول يسجل على الإنسان ،فإن العمل يسجل من باب أولى .
قال تعالى:{وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون} .( الانفطار: 10-12 ) .
قال الحسن البصري:
{عن اليمين وعن الشمال قعيد} .
يا ابن آدم ،بسطت لك صحيفة ،ووكل بك ملكان كريمان ،أحدهما عن يمينك ،والآخر عن شمالك ،فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك ،وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك ،فاعمل ما شئت ،أقلل أو أكثر ،حتى إذا مت طويت صحيفتك ،وجعلت في عنقك معك في قبرك ،حتى تخرج يوم القيامة ،فعند ذلك يقول تعالى:{وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} .( الإسراء: 13 ،14 ) .ثم يقول: عدل والله فيك ،من جعلك حسيب نفسك .