قوله:{ومناة الثالثة الأخرى} وأما مناة ،فكانت بالمشلّل عند قديد ،بين مكة والمدينة وكانت خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتهم يعظمونها ويهلون منها للحج إلى الكعبة .وقد كانت بجزيرة العرب وغيرها طواغيت أخر تعظمها العرب كتعظيم الكعبة غير هذه الثلاثة التي نص عليها سبحانه في كتابه الحكيم ،وإنما أفرد هذه الثلاثة بالذكر ،لأنها أشهر من غيرها .وأما اللات ،فقد كانت لثقيف بالطائف وقد بعث إليها النبي صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان صخر بن حرب فهدماها وجعلا مكانها مسجدا بالطائف .
وأما العزى ،فقد بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ،فهدمها ،وجعل يقول:
يا عزّ كفرانك لا سبحانك *** إني رأيت الله قد أهانك
وأما مناة ،فقد بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان صخر بن حرب ،فهدمها .ويقال علي بن أبي طالب .
على أن الكلام فيه محذوف دل عليه سياق الآية .والتقدير هو: أفرأيتم هذه الآلهة المفتراة التي اصطنعتموها وعبدتموها هل تملك نفعا أو ضرا فتتخذوها آلهة من دون الله .