قوله:{قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموت والأرض} ذلك توبيخ من الله للمشركين السفهاء الذين يدعون رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دين الآباء والأجداد وذلك بعبادة الأصنام .فهو سبحانه يأمر نبيه الكريم أن يقول لهم موبخا ومقرعا{أغير الله أتخذ وليا} استفهام إنكاري لاتخاذ غير الله وليا .والولي معناه الناصر{[1129]} والمراد به هنا المعبود .أي كيف أتخذ غير الله إلها معبودا .
وقوله:{فاطر السموت والأرض} فاطر مجرور على أنه نعت لاسم الله .وفاطرهما ،أي خالقهما ومبدعهما .
قوله:{وهو يطعم ولا يطعم} الجملة في محل نصب على الحال .والمراد بالطعم هنا الرزق .أي أن الله يرزق ولا يرزق .والرزق يتناول كل ما ينتفع به .وقد خص الإطعام دون غيره من أصناف النعم من باب التعبير بالخاص عن العام ،لأنه أعظمه ولأن حاجة الإنسان إليه أشد .
قوله:{قل إني مرت أن أكون أول من أسلم} أي أمرني ربي أن أكون أول من استسلم لأمر الله وأسلم وجهه لجنابه الكريم .ولا غرو فإنه عليه الصلاة والسلام إمام العالمين بل هو معلم البشرية كافة وهاديها إلى الصراط السوي الحكيم .فهو المثال المحتذى ،وهو النبراس المقتدى ،حقيق أن يكون أول الممتثلين المذعنين لشرع الله ودينه القويم .
قوله:{ولا تكونن من المشركين} أي أمرت بالإسلام ونهيت عن الشرك .