ثم قال لعبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - ، الذي بعثه بالتوحيد العظيم والشرع القويم ، وأمره أن يدعو الناس إلى صراطه المستقيم:( قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض ) كما قال ( قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ) [ الزمر:64] ، والمعنى:لا أتخذ وليا إلا الله وحده لا شريك له ، فإنه فاطر السموات والأرض ، أي:خالقهما ومبدعهما على غير مثال سبق .
( وهو يطعم ولا يطعم ) أي:وهو الرزاق لخلقه من غير احتياج إليهم ، كما قال تعالى:( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [ ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين] ) [ الذاريات:56 - 58] .
وقرأ بعضهم هاهنا:( وهو يطعم ولا يطعم ) الآية أي:لا يأكل .
وفي حديث سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة [ رضي الله عنه] قال:دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال:فانطلقنا معه ، فلما طعم النبي - صلى الله عليه وسلم - وغسل يديه قال:الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ، ومن علينا فهدانا ، وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا ، الحمد لله غير مودع ولا مكافأ ولا مكفور ولا مستغنى عنه ، الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام ، وسقانا من الشراب ، وكسانا من العري ، وهدانا من الضلال ، وبصرنا من العمى ، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا الحمد لله رب العالمين "
( قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ) أي:من هذه الأمة