قوله تعالى:{وله ما سكن في اليل والنهار وهو السميع العليم ( 13 ) قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموت والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكون من المشركين ( 14 ) قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ( 15 ) من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين} .
ذكر عن ابن عباس في سبب نزول{وله ما سكن في اليل والنهار} أن كفار مكة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد إنا قد علمنا أنه إنما يحملك على ما تدعو إليه الحاجة ،فنحن نجعل لك نصيبا من أموالنا حتى تكون أغنانا رجلا وترجع عما أنت عليه .فنزلت الآية{[1128]} وقوله:{سكن} أي ثبت .والسكون هنا بمعنى الحلول .فالتقدير أن الله له كل ما حصل في الليل والنهار .أي كل ما اشتمل عليه الزمان سواء كان متحركا أو ساكنا مستقرا .أي أخبرهم يا محمد أن كل شيء دخل في إطار الزمان من ليل أو نهار إنما هو مملوك لله .فالله سبحانه يملك الخير والمال والفضل وكل أسباب الغنى ،بل إن الله يملك ما حواه الليل والنهار من أشياء .
قوله:{وهو السميع العليم} السميع والعليم بصيغة المبالغة .فالله ذو إحاطة كاملة بكل شيء من حيث القدرة ومن حيث السمع والعلم .فهو يسمع كل ما يجري في الكون من دعاء لضارع هاجس أو لمستخلف كظيم نابس .فما من حركة ولا همسة ولا صوت خفي باطن أو صادح ظاهر إلا كان الله يسمعه .وما من قول أو فعل أو خبر أو مكان أو زمان إلا ويحيط به علم الله .فالله يحيط سمعه وعلمه بكل شيء .