القول في تأويل قوله:وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:لا يؤمن هؤلاء العادلون بالله الأوثانَ, فيخلصوا له التوحيد، ويُفْرِدوا له الطاعة، ويقرّوا بالألوهية، جهلا ="وله ما سكن في الليل والنهار "، يقول:وله ملك كل شيء, لأنه لا شيء من خلق الله إلا وهو ساكنٌ في الليل والنهار. فمعلوم بذلك أن معناه ما وصفنا="وهو السميع "، يقول:وهو السميع ما يقول هؤلاء المشركون فيه، من ادّعائهم له شريكًا, وما يقول غيرهم من خلقه (30) ="العليم "، بما يضمرونه في أنفسهم، وما يظهرونه بجوارحهم, لا يخفى عليه شيء من ذلك, فهو يحصيه عليهم, ليوفّي كل إنسان ثوابَ ما اكتسبَ، وجزاء ما عمل .
* * *
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله:"سكن "، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13109 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي:"وله ما سكن في الليل والنهار "، يقول:ما استقرَّ في الليل والنهار.
---------------------
الهوامش:
(30) في المطبوعة:"من خلاف ذلك"، غير ما في المخطوطة بسوء رأيه.