قوله:{فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث} ومن ،في موضع نصب بالعطف على ضمير المتكلم في{فذرني}{[4605]} .
يعني دعني ومن يكذب بهذا القرآن ،فكله إلي فإني أكفيكه ،فحسبك إيقاعا به أن تكل أمره إلي وتخلي بيني وبينه .أو لا تشغل قلبك بشأنه واعتمد على ربك في الانتقام منه .وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتهديد شديد للمكذبين: فالله منتقم من أعداء دينه المجرمين ،وهو سبحانه يملي لهم ،ويمهلهم حتى إذا جاء وعدهم بالتدمير أخذهم أخذ عزيز مقتدر .
قوله:{سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} الاستدراج معناه النقل من حال إلى حال .واستدراجه ،أدناه منه على التدريج{[4606]} واستدرجهم أي استنزلهم درجة فدرجة حتى يوقعهم في العقاب{من حيث لا يعلمون} أي وهم لا يشعرون بل يظنون أن في ذلك كرامة لهم وهو في الحقيقة توريط لهم وإهانة .