وبعد أن أهلك الله فرعون وجنده الظالمين أورث الله بني إسرائيل الذين كانوا مستضعفين والذين سامهم فرعون القهر والقتل والإذلال والاستعباد –أورثهم مشارق الأرض ومغاربها التي بارك الله فيها ،وهي أرض مصر والشام وقد بارك الله فيها بالماء والخصب والخيرات والسعة .
قوله:{وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا} الآية ؛أي مضت كلمة الله وهي وعده لنبي إسرائيل بالنصر والتمكن بعد كشف البلاء عنهم وإهلاك عدوهم فرعون وقومه الظالمين .والحسنى مؤنث الأحسن ،وهي صفة للكلمة وذلك بسبب صبرهم على البلاء واحتمالهم الأذى وما حل بهم من طغيان فرعون وقهره وإجرامه .
قوله:{ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} أي اهلك الله ما أقامه فرعون وقومه من البينان والعمران{وما كانوا يعرشون} أي ما كانوا يبينون من البيوت الفخمة والقصور العالية ؛فقد دمر الله ذلك كله تدميرا ؛فأتى عليه الإهلاك والتخريب حتى بات أثرا بعد عين .