قوله:{ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون} ساء ،فعل لازم ،وفاعله مقدر ،وتقديره: ساء مثلا مثل القوم .فحذف المضاف ونصب ( مثلا ) على التمييز ،وأقيم المضاف إليه مقامه وارتفع على الابتداء وما قبله خبره .
وقيل: ارتفع ؛لأنه خبر مبتدأ محذوف كقولهم: بئس رجلا زيد{[1581]} ،وساء بمعنى قبح .وساءه يسوءه مساءة ،متعد .وهو من أفعال الذم كبئس .والمعنى: قبح مثل هؤلاء المجرمين ؛إذ شبهوا بالكلاب اللاهثة ،وذلك لموت قلوبهم وفساد فطرتهم وتيه عقولهم ؛فما يعبأون في حياتهم بشيء سوى الشهوات والملذات والخنوع للغرائز ؛فهم بذلك سادرون في الفسق والضلالة ،مكذبون بآياته ،ظالمون لأنفسهم أيما ظلم{[1582]} .