القول في تأويل قوله:سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:ساءَ مثلا القوم الذين كذبوا بحجج الله وأدلته فجحدوها, وأنفسَهم كانوا ينقصُون حظوظَها, ويبخسونها منافعها، بتكذيبهم بها لا غيرَها.
* * *
وقيل:"ساء مثلا "من السوء، (149) بمعنى:بئس مثلا (150) =[مَثَل القوم] (151) = وأقيم "القوم "مقام "المثل ",وحذف "المثل ",إذ كان الكلام مفهومًا معناه, كما قال جل ثناؤه:وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، [سورة البقرة:177] فإن معناه:ولكن البرَّ، برُّ من آمن بالله =وقد بينا نظائر ذلك في مواضع غير هذا، بما أغنى عن إعادته. (152)
-------------------
الهوامش:
(149) في المطبوعة:(( من الشر )) ، وفي المخطوطة غير منقوطة ، والصواب ما أثبت .
(150) الكلام . انظر تفسير (( ساء )) فيما سلف 8:138 ، 358 / 9:101 ، 205 / 10:465 = والنحاة يعدون (( ساء )) فعلا جامدا يجرى مجرى (( نعم )) و (( بئس )) .
(151) ما بين القوسين زيادة لا يتم الكلام إلا بها ، ولكن الناسخ خلط في هذه الجملة خلطاً شديداً ، فحذف من قوله بعد:(( ولكن البر بر من آمن )) ، كلمة (( بر )) ، ففسد الكلام .
(152) انظر التعليق السالف رقم:2 ، ثم 3:338 ، 339 / 10:313 ، وما سلف من فهارس مباحث العربية والنحو وغيرها ، في باب الحذوف .