قوله تعالى:{فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين 6 فلنقص عليهم بعلم وما كنا غائبين 7 والوزن يومئذ الحق فمن ثقلا موازينه فأولئك هم المفلحون 8 ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون} .
الفاء في قوله:{فلنسألن} لترتيب الأحوال الأخوية على الأحوال الدنيوية واللام لام القسم .والذين أرسل إليهم يعني الأمة .والمراد بالمرسلين الرسل الذين بعضهم الله لدعوة العباد إلى عقيدة التوحيد{[1343]} .
و تتضمن الآية وعيدا للكافرين وتوبيخا على ما فرطوا في حق الله ،ومن أجل عصيانهم النبيين ومجانبتهم دعوة الله ؛فلسوف يسأل الله الأمم عما أجابوا به رسلهم لما دعوهم إلى دنيه ،دين الحق والعدل والتوحيد .وكذلك فإن الله يسأل النبيين المرسلين الذين بعثهم الله للناس ،هل بلغوا ما أرسلوا به وماذا أجابهم به قومهم .وذلك كله على سبيل التوعد والتخويف للكافرين مع أنه معلوم أن الله يعلم جواب كل من الفريقين قبل أن يجيب ،ويعلم الحقيقة قبل أن يقولها لكل من الفريقين .لكن هذه المساءلة يوم القيامة لهي زيادة في التخويف والتعنيف والتنكيل بالعصاة الذين ظلموا أنفسهم في الدنيا وظلموا غيرهم من الناس .