فلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ 6فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ 7وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 8وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ9 وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ 10 )
الفاء هنا عاطفة على ما قبلها وهو إقرارهم بانهم كانوا ظالمين والذين أرسل الرسل إليهم هم الذين خوطبوا برسالاتهم كقوله تعالى في بيان سؤالهم:( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين 65 ) ( القصص ) وقوله تعالى:( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب 109 ) ( المائدة ) .
أكد الله تعالى أنه سيسألهم بنون التوكيد الثقيلة واللام الممهدة للقسم أكد سبحانه وتعالى أنه سيسألهم وهو سؤال العارف العالم بما وقع وما كان منهم ، وما سيجيبون به ولكن غاية السؤال أن يقروا بما كان منهم وما يستحقون ولنسألن الرسل الذين أرسل اليهم وإجابة المرسلين اليهم لتسجيل الحجة عليهم ، ولتكون الحجة قائمة عليهم بإقرارهم وقائمة عليهم بشهادة الرسل الذين بعثوا إليهم بان الحق قد بلغهم ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم . . .14 ) ( النمل ) والسؤال في هذه الحال نوع من بيان بطلان ما فعلوا مع عدم قدرتهم على تغيير ما كان ، وأنهم لا سبيل لهم لأن يتداركوا ما فات فالسؤال لهم يلقى في نفوسهم بالحسرات وسؤال الرسل يلقى بحسرات أشد لانهم قاوموهم ومنعوهم من الحق وآذوا المؤمنين .
وأنهم بذلك يعلمون أنهم إذ عذبوا إنما يعذبون باستحقاق جزاء ما ظلموا .