لكنهم بالرغم من كل هذه النصائح المشداة ،وبالرغم من مواعظ نوح الطويلة وتحذيره المتواصل لقومه في الليل والنهار طيلة ألف عام إلا قليلا ،بالرغم من ذلك كله لم تجد النصائح ولا المواعظ مع هؤلاء العتاة الغلف شيئا .بل لجوا في عتوهم وتكذيبهم لجوجا ،وظلوا سادرين في طغيانهم وتكذيب نوح حتى كانت النهاية البالغة الفاصلة التي أنجي الله فيها نوحا والذين آمنوا معه في السفينة .وعددهم من نوح ثلاثة عشرة من المؤمنين والمؤمنات .وهم نوح وبنوه الثلاثة سام وحام ويافث وأزواجهم ،وسنة أناسي آخرون ممن أمن به .ثم أغرق الله الباقين الأكثرين الذين لجوا ف عتوهم وعصيانهم وأسرفوا في غرورهم وعنادهم فلم يؤثر فيهم النصح الأمين ولا الوعظ الحليم حتى أخذهم الله بالطوفان الغامر الهادر ؛فكانوا من الهالكين الخاسرين الذين خسروا الدنيا والآخرة .لا جرم أن ذلك لهو الخسران الفادح المبين{[1]} .