{ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ} فكذبوه وأصر على ذلك جمهورهم فأنجيناه من الغرق والذين سلكهم معه في الفلك من المؤمنين به"وما آمن معه إلا قليل "كما قال تعالى في قصته المفصلة في سورة هود أو المعنى:أنجيناه وأنجيناهم حال كونهم معه في الفلك أي السفينة{ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ} أي وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا بالطوفان بسبب تكذيبهم ولماذا كذبوا ؟ إنهم ما كذبوا إلا لعمى في بصائرهم حال دون اعتبارهم وفهمهم لدلالة تلك الآيات على توحيد الله وقدرته على إرسال الرسل وحكمة ربوبيته في ذلك ، وعمون جمع عم ، وهو ذو العمى ، وأصله عمي بوزن كتف .وقيل إنه خاص بعمى القلب والبصيرة ، والأعمى يطلق على الفاقد لكل منهما قال زهير:
وأعلم علم اليوم والأمس قبله *** ولكنني عن علم ما في غد عم