قوله:{لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}{كتاب} مرفوع بالابتداء ،و{من الله} ،صفة له .و{سبق} صفة أخرى لكتاب .أو حال من المضمر الذي في الظرف .وخبر المبتدأ الذي هو كتاب محذوف .وتقديره: لولا كتاب بهذه الصفة لمسكم{[1695]} .
أما كتاب الله السابق ففي المراد فه عدة أقوال:
القول الأول: إن الكتاب السابق هو عفو الله عنهم في هذا الذنب بالذات وقيل: عموم الذنوب .وذلك لما رواه مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر في أهل بدر: ( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعلموا ما شئتم فقد غفرت لكم ؟) .
القول الثني: إن الكتاب السابق هو ألا يعذبهم الله وفيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
القول الثالث: إن الكتاب السابق هو ألا يعذب الله أحدا بذنب آتاه وهو جاهل .
القول الرابع: إن الكتاب السابق هو مما قضى الله من محو الصغائر باجتناب الكبائر .
القول الخامس: إنه ما سبق من إحلال الغنائم ؛فغنها كانت محرمة على ما قبلنا .
القول السادس: إن هذه المعاني جميعها داخلة في عموم اللفظ{[1696]} .