/م67
الآية التالية توجّه اللوم والتعنيف ثانية لأولئك الذين يعرضون المنفعة العامّة والمصلحة الاجتماعية للخطر من أجل الحصول على المنافع المادية العابرة ،فتقول الآية: ( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) .
وقد أورد المفسّرون في شأن قوله تعالى: ( لولا كتاب من الله سبق )احتمالات مختلفة كثيرة ،إلاّ أنّ أقربها وأكثرها ملاءمة ومناسبةً هو «إذا لم يكن الله قد قرر من قبل أن لا يعذب عباده ما لم يبيّن نبيّه حكمه لهم ،لأخذكم أخذاً شديداً بسبب تأسيركم عدوكم رغبة في المنافع المادية وإيقاعكم جيش الإسلام وانتصاره النهائي في الخطر ،إلاّ أنّهكما صرحت الآيات الكريمة في القرآنفإنّ سُنة الله اقتضت أن تُبين أحكامه ثمّ يجازي الذي يخالفون عن أمره » ،إذ قال سبحانه: ( وما كُنّا معذبين حتى نبعث رسولا ){[1578]} .
/خ68