قوله:{ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} الضمير في{يعلموا} عائد إلى الذين تابوا وربطوا أنفسهم .والمعنى: ألم يعلم هؤلاء الذين تابوا وربطوا أنفسهم بالسواري أن الله هو الذي يقبل توبة من تاب من عباده أو يردها فلا يقبلها ..وأنه هو الذي يقبل الصدقة ممن تصدق منهم أو يردها عليه ؟ألم يعلموا أن ذلك منوط بجلال الله وعظمته .فما عليهم إلا أن يتوجهوا بتوبتهم وصدقتهم وسائر طاعاتهم إلى لله وحده ،فيقصدوا بذلك كله وجهه الكريم دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره .فليس النبي صلى الله عليه وسلم إلا واسطة .وفي ذلك أخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكما كما يربي أحدكما مهره ،حتى إن التمرة لتكون مثل أحد ) .
قوله:{وأن الله هو التواب الرحيم} الله جلت قدرته عظيم التؤب ،ورجمته وسعت كل شيء ؛فهو يقبل التوبة عن التائبين ،ويسع برحمته سائر عباده لنادمين الراجعين إلى جنابه الكريم{[1893]} .