قوله:{إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} أي إنما يعمر مساجد الله برمها وتنظيفها وتنويرها بالمصابيح وكسوها بالحصير والفرش وبتكريمها وتعظيمها وارتيادها للذكر والعبادة –من كان مصدقا بوحدانية الله مخلصا العبادة والطاعة ،مصدقا بيوم الدين ،مقيما للصلاة المكتوبة على وجهها الصحيح بتمام أركانها وشروطها وواجباتها ومندوباتها ،مؤديا زكاة ماله إلى المستحقين .وهو أيضا لا يخشى أحدا كخشية من الله ؛فخشية الله في قلب المؤمن تفوق كل خشية مما سواها{فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} أي فخليق بأولئك الذين سبقت صفتهم أن يكونوا ممن هداهم الله للحق وبلوغ الصواب{[1739]} .
روي الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ) .
وقال الإمام أحمد أيضا بإسناده عن معاد بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية ،فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة ،والعامة ،والمسجد )؛وقال عليه الصلاة والسلم: ( من أسرج في مسجد سراجا ؛لم تزل الملائكة وحملة العرش تستغفر له ما دام في ذلك المسجد ضوؤه ) .