قوله:{لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا}{خبالا} ،استثناء منقطع وهو أن لا يكون المستثنى من جنس المستثنى منه .والخبال في اللغة معناه: النقصان والهلاك والفساد والجنون .والمعنى: انه لو خرج فيكم هؤلاء المنافقون لم يزيدوكم بخروجهم إلا الخبال وهو الفساد والشر وإيقاع الفتنة والاختلاف والأراجيف .
قوله:{ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة} أوضعوا ،من الإيضاع وهو الإسراع ؛أوضع بين القوم بمعنى أفسد بينهم .وأوضع الراكب الدابة إذا حملها على السير السريع{[1794]} .و{خلالكم} ،أي فيما بينكم .والمعنى: أن هؤلاء المنافقين لو خرجوا فيكم لأسرعوا السير بينكم بالنميمة والفتنة والتثبيط{يبغونكم الفتنة} جملة فعلية في موضع نصب على الحال من واو أوضعوا{[1795]} ؛أي يطلبون لكم ما تفتنون به عن خروجكم وذلك بتثبيطهم لكم .
قوله:{وفيكم سماعون لهم} أي فيكم عيون للمنافقين يحدثونهم عن أخباركم ،وقيل: فيكم من يسمع كلام هؤلاء المنافقين فيطيع لهم ويستجيب لحديثهم ويغتر بكلامهم وتثبيطهم .
قوله:{والله عليم بالظالمين} الله عليم بالمقاصد والأسرار المستكنة في الضمائر والصدود ؛فهو عليم بمن يستأذن لعذر صحيح معقول .ومن يستأذن عن شك وتردد ونفاق .وهو كذلك عليم بالخائنين الذين يسمعون الحديث من المؤمنين ليخبروا به المنافقين .فأولئك جميعا من الظالمين .