قوله:{لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون} لقد التمس هؤلاء المنافقون الفتنة لكم من قبل أن يفتضح أمرهم ؛فقد ابتغوا أن يصدوا المؤمنين عن دينهم ليردوهم إلى الكفر ؛وذلك بتخذيلهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،كالذي فعله عبد الله بن أبي بن سلول يوم أحد{وقلبوا لك الأمور} أي أجالوا الرأي من اجل إبطال دين الله بالتخذيل عن المؤمنين وتثبيطهم عن المضي في صراط الله الحق{حتى جاء الحق} أي ظهر أمر الإسلام وعلا شأنه بأسه وسلطانه{وهم كارهون} أي كاروهن للإسلام أن تعلو رايته إيذانا بانتصاره وعلو شأنه .وكارهون أن يعز الإيمان والمؤمنين فيكونوا غالبين أقوياء .وذلك هو ديدن المنافقين الذين يغتاظون من الإسلام أن يعلو مجده ويسمو شأنه ويظهر على الدين كله{[1796]} .