الخبال: الاضطراب في الرأي .
لأوضعوا خلالكم: لأسرعوا بينكم .
يبغونكم الفتنة: يريدون لكم التشكيك في الدين والتخويف من الأعداء .بعد أن بين الله أن استئذانهم في التخلف عن القتال إنما كان سَتراً لنفاقهم ،زاد في البيان هنا بيان المفاسد التي كانت تنجم من خروجهم ،وهي إفساد النظام والاضطراب في الرأي ،وتفريق الكلمة بالسعي بين المسلمين بالنميمة ،وبخاصة أن هناك أناساً من ضعفاء الإيمان يسمعون لهم ما يقولون ،ويقبلون قولهم .
ولو خرجوا معكم إلى الجهاد ما زادوكم قوة ومنعة بل اضطراباً في الرأي وضعفا في القتال ،ولأسرعوا في الدخول فيما بينكم ليُشيعوا الفتنة فيكم ،ويفرقوا كلمتكم وتثبيط هممكم ،وفيكم ناس بسطاء من ضعفاء الإيمان ممن يجهلون خبث نياتهم ،ويمكن أن يُخدعوا بكلامهم ،والله عليم بهؤلاء المنافقين الذين يظلمون أنفسهم بما أضمروه من الفساد .