{خَبَالاً}: اضطراباً في الرأي .
{ولأوْضَعُواْ}: ولأسرعوا في الشرّ .
{خِلالَكُمْ}: أي بينكم .
خروج المنافقين يسبب الاضطراب في صفوف المسلمين
وهكذا أبقاهم الله في دائرة التثبيط ،فلم يخرجهم منها بطريقة غير عاديّة ،لما في ذلك من مصلحة الإسلام والمسلمين ،لأنهم يمثلون في مواقع عقدة النفاق في نفوسهم ،الخطر الداخلي على المجتمع الإسلامي الذي يعملون على الكيد له بمختلف الوسائل في الحالة العاديّة في أوقات السلم ،فكيف يكون الأمر في الحالات الشديدة الاستثنائية ،في أوقات الحرب ،فإن الخطرعندئذيزداد أضعافاً نظراً لخطورة النتائج على مستقبل الأمة في حالة الحرب ،أكثر من حالة السلم .وهذا ما صوّره الله في الآية الكريمة:{لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً} وفساداً واضطراباً في الرأي وارتباكاً في الموقف{ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ} والإيضاع الإسراع في الشر ،وذلك بما يثيرونه من عوامل الفتنة بين المسلمين ،وما يستغلونه من الحساسيات التي تثير المشاعر وتعقّد العلاقات{يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} ليمزّقوا وحدة الصف ،ويحطّموا قوّة الموقف{وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} يتأثرون بأساليبهم وأقوالهم وحركاتهم{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}