شرح الكلمات:
{وقيل للذين اتقوا}: أي اتقوا الشرك والمعاصي .
{للذين أحسنوا}: أي أعمالهم وأقوالهم ونياتهم فأتوا بها وفق مراد الله تعالى .
{حسنة}: أي الحياة الطيبة حياة العز والكرامة .
{ولنعم دار المتقين}: أي الجنة دار السلام .
المعنى:
/د26
وقوله تعالى:{وقيل للذين اتقوا} أي ربهم فلم يشركوا به ولم يعصوه في أمره ولا نهيه وأطاعوا رسوله كذلك:{ماذا أنزل ربكم} أي إذا سألهم من أتى مكة يتعرف على ما بلغه من دعوة الإسلام فيقولون له:{خيراً} أي أنزل خيراً لأن القرآن خير وبالخير نزل بخلاف تلاميذ المشركين يقولون أساطير الأولين كما تقدم في هذا السياق .
كما ذكر تعالى جزاء الكافرين من العذاب في نار جهنم وهم الذين أساءوا في هذه الحياة الدنيا إلى أنفسهم بشركهم بالله ومكرهم وظلمهم للمؤمنين ،ذكر جزاء المحسنين .فقال:{للذين أحسنوا} أي آمنوا وعملوا الصالحات متبعين شرع الله في ذلك فأخلصوا عبادتهم لله تعالى ودعوا الناس إلى عبادة الله وحثوهم على ذلك فكانوا بذلك محسنين لأنفسهم ولغيرهم لهؤلاء الذين أحسنوا في الدنيا{حسنة} وهي الحياة الطيبة حياة الطهر والعزة والكرامة ،ولدار خيرٌ لهم من دار الدنيا مع ما فيها من حسنة وقوله تعالى:{ولنعم دار المتقين} ثناء ومدح لتلك الدار الآخرة لما فيها من النعيم المقيم وإضافتها إلى المتقين باعتبار أنهم أهلها الجديرون بها إذ هي خاصة بهم ورثوها بإيمانهم وصالح أعمالهم بتركهم الشرك والمعاصي .
الهداية:
- إطلاق لفظ خير على القرآن وهو حق خير فالذي أوتي القرآن أوتي الخير كله ،فلا ينبغي أن يرى أحدا من أهل الدنيا خيراً منه وإلا سخط نعمة الله تعالى عليه .
- سعادة الدارين لأهل الإحسان وهم أهل الإيمان والإسلام والإحسان في أيمانهم بالإخلاص وفي إسلامهم بموافقة الشرع ومراقبة الله تعالى في ذلك .