قوله تعالى:{وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين ( 30 ) جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين ( 31 ) الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ( 32 )} بعد أن أخبر عن حال الأشقياء ،شرع في الإخبار عن حال السعداء من أهل الجنة ،الذين كانوا متقين ؛فإنهم يقال لهم يوم القيامة: ( ماذا أنزل ربكم ) ثم يبين الله أنهم ( قالوا خيرا ) أي أنزل الله الخير والهداية والرحمة والمراد بذلك القرآن .وذلك في مقابلة الجواب الظالم الذي كان يجيب به المشركون الجاحدون ،وهو قولهم عن القرآن ( أساطير الأولين ) وقوله: ( خيرا ) منصوب بتقدير فعل محذوف ؛أي أنزل خيرا .
قوله: ( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ) ذلك من قول الله عن الذين آمنوا به في الدنيا فأطاعوه والتزموا دينه وشرعه فقد وعدهم الله في هذه الدنيا حسنة أي الثواب الجزيل والجزاء الحسن .أو وعدهم النصر والغلبة والظهور على الأعداء .
قوله: ( ولدار الآخرة خير ) ذلك تأكيد من الله على أن ما أعده للمتقين الصالحين من عظيم الجزاء والمثوبة لهو خير وأعظم مما حوته الدنيا من الخيرات والمباهج والنعم ؛فهذه الدار صائرة إلى الفناء والاندثار لكن الدار الآخرة باقية خالدة لا يعتريها زوال .
قوله: ( ولنعم دار المتقين ) المراد بدار المتقين الدار الآخرة حيث الجنة والنعيم المقيم .والمخصوص بالمدح محذوف لتقدم ذكره .