شرح الكلمات:
{إلى أرذل العمر}: أي أخسه من الهرم والخرف ،والخرف فساد العقل .
المعنى:
/د67
وقوله تعالى في الآية الأخرى ( 70 ){والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً} ،هذه آية أخرى أجل وأعظم في الدلالة على قدرة الله وعلمه وحكمته ورحمته ،وهي موجبة لعبادته وحده ،وملزمة بالإيمان بالبعث الآخر .فخلق الله تعالى لنا وحده ،وهو واحد ونحن لا يحصى لنا عد ،ثم إماتته لنا موتاً حقيقياً يقبض أرواحنا ولا يستطيع أحد أن يموت ،ولا يتوفى أبداً .ثم من مظاهر الحكمة أن يتوفانا من آجال مختلفة اقتضتها الحكمة ؛لبقاء النوع واستمرار الحياة إلى نهايتها .فمن الناس من يموت طفلاً ،ومنهم من يموت شاباً ،وكلها حسب حكمة الابتلاء والتربية الإلهية ،وآية أخرى: أن منا من يرد إلى أرذل عمره ،أي: أرداه وأخسه ،فيهرم ويخرف ،فيفقد ما كان له من قوة بدنٍ وعقل ،ولا يستطيع أحد أن يخلصه من ذلك إلا الله ،مظهر قدرة ورحمة .أرأيتم لو شاء الله أن يرد الناس كلهم إلى أرذل العمر ،ولو في قرنٍ أو قرنين من السنين ،فكيف تصبح حياة الناس يومئذٍ ؟وقوله:{إن الله عليم قدير} ،تقرير لعلمه وقدرته ؛إذ ما نتج وما كان ما ذكره من خلقنا ووفاتنا ،ورد بعضنا إلى أرذل العمر ،إلا بقدرة قادر وعلم عالم ،وهو الله العليم القدير .
/ذ70