شرح الكلمات:
{أن تشيع الفاحشة}: أي تعم المجتمع وتنتشر فيه والفاحشة هي الزنا .
المعنى:
ما زال السياق في عتاب المؤمنين الذين خاضوا في الإفك فقوله تعالى:{إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة} أي تنتشر وتشتهر{في الذين آمنوا} أي في المؤمنين{هم عذاب أليم في الدنيا} بإقامة حد القذف عليهم وإسقاط عدالتهم وفي الآخرة إن لم يتوبوا بإدخالهم نار جهنم ،وكفى بهذا الوعد زاجراً ورادعاً وقوله تعالى:{والله يعلم وأنتم لا تعلمون} أي ما يترتب على حب إشاعة الفاحشة بين المؤمنين من الآثار السيئة فلذا توعد من يحبها بالعذاب الأليم في الدارين ،وأوجب رد الأمور إليه تعالى وعدم الاعتراض على ما يشرع وذلك لعلمه المحيط بكل شيء وجهلنا لكل شيء إلا ما علمناه فأزال به جهلنا
الهداية:
- لقبح فاحشة الزنى وضع الله تعالى لمقاومتها أموراً منها وضع حد شرعي لها ،ومنع تزويج الزاني من عفيفة أو عفيفة من زانٍ إلا بعد التوبة ،ومنها شهود عدد من المسلمين إقامة الحد ومنها حد القذف ومنها اللعان بين الزوجين ،ومنها حرمة ظن السوء بالمؤمنين ،ومنها حرمة حب ظهور الفاحشة وإشاعتها في المؤمنين ،ومنها وجوب الاستئذان عند دخول البيوت المسكونة ،ومنها وجوب غض البصر وحرمة النظر إلى الأجنبية ،ومنها احتجاب المؤمنة عن الرجال الأجانب ومنها حرمة حركة ما كضرب الأرض بالأرجل لإظهار الزينة .ومنها وجوب تزويج العزاب والمساعدة على ذلك حتى في العبيد بشروطها ،ومنها وجوب استئذان الأطفال إذا بلغوا الحلم ،وهذه وغيرها كلها أسباب واقية من أخطر فاحشة وهي الزنى .