ثم أشار تعالى إلى تأديب ثالث لمن سمع شيئا من الكلام السيء ،فعلق بذهنه منه شيء ،ألا يتكلم به ولا يذيعه ،بقوله سبحانه متوعدا:
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} .
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ} أي تنتشر الخصلة المفرطة في القبح ،وهي الفرية والرمي بالزنى ونحوه ،كاللواط وما عظم فحشه{ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا} أي من الحد وغيره ،مما يتفق من البلايا الدنيوية{ وَالْآخِرَةِ} أي من عذاب النار{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ} أي ما في القلوب من الأسرار والضمائر{ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} يعني أنه قد علم محبة من أحب الإشاعة ،وهو معاقبه عليها .