شرح الكلمات:
{إنك لا تهدي من أحببت}: أي هدايته كأبي طالب بأن يسلم ويحسن إسلامه .
المعنى:
قوله تعالى:{إنك لا تهدي ...بالمهتدين} هذه الآية نزلت في شأن أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ؛إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في إِسلامه لما له من سالفة في الوقوف إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم ؛يحميه ويدافع عنه ؛فلما حضرته الوفاة زاره النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه الشهادتين ؛فكان يقول له:"يا عم ؛قل لا إله إلا الله ؛كلمة أحاج لك بها عند الله يوم القيامة".وكان حوله عواده من كفار قريش ومشائخها ؛فكانوا ينهونه عن ذلك حتى قالوا له: أترغب عن دين أبائك !أترغب عن ملة عبد المطلب أبيك !حتى قال: هو على ملة عبد المطلب ؛ومات .فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عن ذلك"؛فنهاه الله فلم يستغفر له بعد ،ونزلت هذه الآية كالعزاء له صلى الله عليه وسلم .فقال تعالى:{إنك لا تهدي من أحببت} هدايته يا نبينا{ولكن الله يهدي من يشاء} هدايته ؛لعلمه أنه يطلب الهداية ،ولا يرغب عنها كما رغب عنها أبو طالب وأبو لهب وغيرهما .{وهو أعلم بالمهتدين} أي بالذين سبق في علمه تعالى أنهم يهتدون .
الهداية:
- تقرير مبدأ لا هادي إلا الله .الهداية المنفية هي إنارة قلب العبد وتوفيق العبد للإِيمان وعمل الصالحات ،وترك الشرك والمعاصي .والهداية المثبتة: يقول الله تعالى{وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} .تلك هداية الدعوة والوعظ والإرشاد .ومنه:{ولكل قوم هاد} أي يدعوهم إلى الهدى .